الذين آفلتوا أياديهم منا في منتصف الطريق، وتركونا للحيرة تقتلنا، ومزقوا تلك العهود التي كتبت بدماء أرواحنا.
وأقسموا لنا على عدم الرحيل ثم رحلوا، وشاركونا النهار والليل؛ وتقاسمنا معهم السعادة والألم؛ وعاهدونا على كتمان السر، ثم أفشوه؛ يعلمون من أين تؤكل القلوب، فمزقوا نياط قلوبنا؛ ثم قالوا عنا ما ليس فينا، وهم أعلم الناس عنا ..
شاركونا السفر والسهر وليالي السحر، وأبيات الشعر، وبدايات الروايات، ثم تركونا لأشباح كل رواية تعلم سرنا الجميل فحولته إلى كابوس مؤلم.
كانوا لنا كتفا لم تمل، ووطنا لم يثور، وأرضا خضراء لم تبور، ولكن مع الوقت كل شيء قد ذبل - كل شيء قد ذبل ..
لكن قلوبنا غفرت؛ فنحن أيضا سيئون في حياة أحدهم حتى لو لم نعلم؛ غدا تنتهي الآلام، وتبقى الذكرى لنا ولكم ..
بورسعيد | ٨ سبتمبر ٢٠٢١ م
تعليقات