عزيزتي نون. كيف حالك؟ لقد تأخرت في الكتابة إليك؛ أذكر أخر رسالة مني إليك كانت بأحد مساءات ديسمپر ٢٠٢١ وهو معناه أنني تأخرت عاما كاملاً! ما أسرع مرور الوقت؛ وما أسخف مرور الأشخاص على قلبك! أعذري تأخري لم يكن أبداً الأمر متعمدا؛ لقد دهستني الحياة بأقدامها القاسية؛ وأنا أقاوم - أقاوم من أجلها - أنا أحب الحياة. أريد أن أعيش سنوات عديدة؛ وأريد مزيد من العمر؛ اكتشفت أنني كلما بلغت عاما زادت أحلامي وتكاثرت؛ لم يكن الأمر تكالبا على الدنيا؛ أنا أريد أن أصنع جميلا قبل رحيلي؛ أريد أن أكون من هؤلاء (الذين صنعوا الجمال) لأنني عانيت من القبح سنوات طويلة؛ قبح الأشخاص - والظروف - وقبح رؤيتي. أكتب إليك من موقع جديد غير الموقع المعتاد؛ لقد انتقلت من المدينة الحلوة الهادئة إلى القاهرة ولم أقصد أن أخبرك بمكاني أنا أقصد أن أصف لك شعوري بكلمة! أنا في القاهرة! أتنقل بين المواصلات حتى أطراف النهار؛ أراقب الركاب؛ والمشاه والباعة؛ هنا ما أكثر التسول؛ والسرقة؛ والاستغلال؛ والقسوة وشغل (حلق حوش) هنا لا أحد يبتسم في الصباح! أول مجيئي كانت مشكلتي الأولى أنه لا أحد يبتسم في الصباح؛ قلتها لاحدى صديقاتي في الهاتف و