التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٦, ٢٠٢٢

بريد نون ١

أرسل لي أحدهم رسالة، صاحب الرسالة كان حبيباً يوماً ما لصديقتي المُقربة. يطلُب مني أن أجعلها تُسَّامحه، أن تغفر له قسوته، أن تعفو وتصفح لتبدأ معه من جديد، أن تتذكر ذكرياتهم الحُلوة، وسنواتهم الطويلة، أن تتذكر الأحلام والأُمنيات! قرأت رسالته وأنا أشعر بالغضب، بعد أن ختمها برجاء، أن لا أجعلها تقرأ رسالته المحشوة بالإنكسار والحنين، الرجال لا تنكسر، الرجال لا تحن .. الرجال يعودون بعد غياب ولهم الحق! يعُود الرجل بعد أن تقطع أُنثاه طريقٍ طويلٍ من الألم والحيرة، وبعد أن يُمزقها الحنين الأسود حتى تتغلب عليه، يعُود بعد أن أيقن أنها أصبحت أقوى، وأنها توقفت عن عقاقير النسيان .. وبدأت الحياة من جديد، حياة لا تشبه الأولى، ربمَّا رتبة ولكنها خالية منه، خالية من الإنتظار واللهفة والرغبة، ومن الخذلان .. هو لا يعلم عدد مرات الإشتياق، وليالي الوحدة والبرد والألم، والتساؤلات الحائرة التي لا إجابة لها. لا يعلم المُّكالمات الطويلة التي كانت تحدُث بيننا فأجذبها للحديث عن أي شيء، ثم فجأة يتحول صوتها لأنفاسٍ ضعيفة وهي تتساءل "لماذا هجرني" فأبدأ معها شوطاً جديداً من أشواط النسيان .. لا يعلم كيف تبدّلت

اليوم العالمي للتطوع

دون سابق إنذار؛ ودون إشارة من السماء أو الأرض؛ قررت إرتداء غطاء الوجه -النقاب! كان قرارا من القلب؛ إممم لتصح الجملة أكثر؛ كان ميلا من القلب! القرارات يصنعها العقل لا القلب؛ وحده العقل يعد مقادير القرار ويتركها على نار هادئة حتى تنضج! إرتديت النقاب؛ لكنه لم يرتديني على مدار ثلاث سنوات! لم ولن أستطيع أن أقول أنني كرهته؛ أو كرهت التجربة؛ بل أدين بالفضل لسواده؛ ولسنوات التجربة "الصعبة" النقاب جذب لي خيرا وفيرا وأمورا أخرى ساقت لي الأذى والكثير من الألم! النقاب مجرد رداءا ليس تاجا على رؤوس الأميرات؛ أو يجعل من أخرى مميزة عن سواها! إرتديت النقاب وحدي وبلا سبب؛ ورفعته عن وجهي لأكثر من سبب .. لكن جعلني أبحث في أمور ديني؛ فقط كان هذا هو الدرس المستفاد! تعطلت كل حواسي وقت إتخاذ القرار؛ وإختنق عقلي من عذابات التفكير؛ الذي سلط الأرق الليلي علي ومن ثم عدم النوم؛ وبالنهار يضرب رأسي طواحين التفكير؛ مما أدى إلى هبوط دائم في ضغط الدم! أملك قلب ماسي؛ تستطيع أن ترى ما في قلبي ببساطه؛ وبقلبي هذا أستطيع أن أرى ما في قلبك؛ ويسري تحت جلدك؛ ثم أغض الطرف عن عورات روحك؛ وكأنني ما رأيت .. لست أهل للنقا

من أوراق الماضي ٢

تسألني سيدة: لماذا تفضلين المكوث ببيتك طوال أيام الأسبوع؛ بينما الخروج لمكان جديد؛ أو السفر؛ أو الترجل في حديقة واسعة؛ أو حتى الجلوس في مقهى بسيط؛ أفضل؛ ووسيلة من وسائل التجديد والتغيير؛ وضخ دماء جديدة لحياتك الراكدة!  أجبت/ في بيتي أنا حرة؛ كل الأماكن البعيدة والقريبة رغم جمالها واختلافها؛ هي للجميع؛ الجميع يشارك الجميع لحظاته الخاصة؛ يمكن لأحدهم أن يرمقني بفضول وأنا في لحظة بكاء؛ أو تتودد احداهن لي لمجرد الفضفضة؛ بينما ذاتي في لحظة فضفضة غير مسموعة .. سقف بيتي يغطيني؛ أما في الخارج؛ أنا عارية؛ ولو غطى جسدي كله سواد الغرابيب .. ذات مساء؛ كنت جالسة وحدي في احدى المقاهي الراقية البعيدة؛ خلف شاشة اللاب توب؛ غارقة في كتابة نص عنيد؛ وعيوني ترفض البكاء؛ مرت ساعة وأنا في حالة توسل للحروف أن تتصالح وتتضاجع على سطور الصفحة؛ حتى ضجرت .. نظرت للجرسون أن يقترب؛ لآسد فاتورة ساعة من العمر كانت ثقيلة وجافة؛ شربت على نخبها قهوة مره .. اقترب خطوتين؛ وبصوت خفيض  الأستاذ دفع يا فندم ثم أشار برأسه ليساره  أنظر لأجده شخصاً غريباً عني لا أعرفه؛ بخطوات وقورة؛ اقترب مني ومد يده وعرف نفسه .. نظرت ليده الممدود