في صباح اليوم؛ وعند صعودي الدرج متوجهه إلى مكتبي؛ وقفت سيدة تبدو بسيطة الحال - ملامحها طفولية؛ ترتدي جلبابا أسود اللون؛ تلف رأسها بوشاح زيتوني يعكس لون عيونها - وجهها مُشرَبا بحمرة محببة - تستند بكل جسدها على دَرَابَزُون الدرج؛ وتنقل قدماها بثقل وكأنها أقدام فيلة؛ يعلو صوت أنفاسها تعبا وحرجا؛ وإذ فجأة - انكسرت قطعة من الدَرَابَزُون وسقطت أرضاً - نظرت لي بتوتر وقالت بصوت خفيض! أعمل ايه دلوقت قلت لها ولا يهمك هو كان مالنا وضحكت حتى ألطف من حدة توترها ولملمت المتبعثر من أجزاء الدَرَابَزُون وألقيت به جانبا؛ ثم نظرت لها وقلت صباحك حلو - كبري دماغك؛ تعرفي تكبري دماغك! نظرت لي بامتنان؛ ولم تنطق بحرف! وبعد خطوتين؛ انقطع مني الكيس الذي يحمل زجاجة الماء وفطوري؛ وفرغ تماما من محتواه؛ أصابني الفزع والعجب؛ وددت لو تشاجرت مع الكيس الذي ألقى بطعامي وشرابي أرضا؛ لكنه ممزق - أصبح باليا - هكذا بدون سبب! مددت يدي لأرفع طعامي؛ سبقتني احدى عاملات البوفية - وناولتني ما سقط مني؛ ثم ابتسمت لي وقالت ماتزعليش زعلانة ليه - صباحك حلو! بين الموقف الأول والثاني؛ بعض خطوات - بعض خطوات فقط؛ وبعد الموقفين غرقت في صمتي