التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر ٢٦, ٢٠٢٣

عندما كُنَّا صغاراً كُنَّا أجمَّل

نعلمُ حقيقة الحياة فلا نكترثُ لها .. نضحك ضحكاتٍ عالية، فتظهر تلك الأسنان الغير مُكتملة النمُّو، نفترش الأرصفة ورُبمَّا نسير حُفاه، ولا يهم! نرتدي ما لا يليقُ، ولا يلُوم علينا من يلُوم، لأننا ُكنا صغاراً .. كُنا صغاراً بقلوبٌ كبيرة، لا نتشاجر على الدنيا، ولا نختلف على رأي، ولا نتنافس على اللا شيء.. حقيقة الحياة يعلمُها الصغار أكثر من الكبار، كُلمَّا كبِرنا - كُلمَّا كبِرت الدُنيا في قلًوبنا وتعاظمت، كُلمَّا بلغنا من السنين سنينا - كُلمَّا حرصنا على قانون البقاء. ولا أحد فينا يعلم أن البقاء دائمَّاً فقط للأجمَّل. ٢٧ سبتمبر ٢٠١٩ | بورسعيد 

حديث ذات ٣٣

تُناديني أُمي من بعيد، تُلوح بيديها تاره يميناً وتاره يساراً، فأُحاول أن أستجيب لرغباتها المُستحيلة، لكن تأتي الأمواج بما لا تشتهي "ماما" .. تجذبني الأمواج بعيداً عن الشط، فتقترب وتشاور لي بغضب أن أخرج للبر ..  أضحك بصوت عال وأقول وكأنها تسمعني "هو أنا صغيرة يا ماما" .. أُرسل إليها توسلاتي بأن تصبر قليلاً، فلا تصبر، تُلح عليّ وتنظر هُنا وهُناك على من يُساعدها في اقناعي للخروج .. وأنا لا أُبالي، أعود بظهري للأمواج، أغطس برأسي وثقل جسدي، وأترك روحي تذوب، الآن لدي الفُرصة الكاملة أن أبكِ دون أن يراني أحد، أن أتحدث للسمَّاء وللبحر، أن تخرج مني دُموعي المَّالحة فتذوب مع البحر ورُبمَّا لا تعود .. فُرصة أن أهدأ، أن أتحرر، أن ألهو بالموج، مِثلمَّا يلهو بي .. يجذبني البحر للداخل، للداخل جداً، أبتعدُ عن أُمي، ليس الآن بإرادتي، أنظُر إليها فأرى حجمها صغير لا أعلم هل القلق علي إبتلعها، أم زادت المسَّافات بيني وبينها، هي على الأرض ثابته ولكن الخوف يقتلها، وأنا في البحر أُوشك على الغرق، ولكني لستُ خائفة. الموج ثائر، والشمس البُرتقالية أرسلت اشاراتها الدافئة بأن يخرج الجميع، حان م