التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير ٢٣, ٢٠٢٣

حديث ذات ١٨

الفلاش يُؤلمني، يُسبب لي ضعف في الرُؤية لدقائق، أشعُر بذلك الضُوء يُضربْ في عُيوني كالرصاصة، فـ أُغمض عُيوني لأجمع الرُؤية من جديد فتعود بلا ملامح، ولكنني أُحب التصوير وأبتسم للكاميرا كأنني ألتقط صُورة عُرسي حتى لو ظهرت ملامحي مُرهقة وحزينة .. لا أُحب التصوير بدُون فلاش رغم ما يُسببه لي من ألم، الفلاش يتُرك على الصُورة لمَّعة فتبدو الألوان والأشخاص والإبتسامات غير باهتة حتى لو كانوا أصحاب الصورة غير ذلك. -٢- كان دائماً السفر ملاذي عندما أفقد الملاذ والشغف، وتحتل رأسي الأسئلة التي لا إجابة لها، فـ أحمل على ظهري الحقيبة وأُسافر إلى أي مكان، أبحث عن حُلم أو عن إجابة لتلك الأسئلة فـ أعود مُرهقة الرأس والبدن بعد رحلة البحث الثقيلة وتظلُ أسئلتي مُعلقة في ذهني، وتظلُ حقيبتي مُحملة بالأشياء والأفكار والأحلام.. فـ أضع رأسي على وسادتي لأخلُد للنوم فلا أنام، وكم من مرة نام فيها جسَّدي وظلّتْ رُوحي ساهرة. -٣- ستظل الكتابة هي رئتي الثالثة التي أتنفسُ بها الهواء والكلمَّات دُون أن يُشاركني بها أحد، ستظل الأوراق البيضاء هي الأوفى على الإطلاق والقلم هو الأصدق. فعل الكتابة مُؤلم ولكنه يُداوي ما يفعله ا

حديث ذات ١٧

كان أبي يبحث عن اسم جذاب لتسميتي به، ليترك لحن في أذان من يسمع اسمي، كان دقيقا حتى في أبسط الأشياء، لتتحول إلى أمور في غاية التعقيد .. نهاد - لقد وقع الإختيار من بين أسماء كثيرة، على أن يصبح اسمي نهاد - وتوجه بالفعل لمكتب الصحة ليسجل الإسم المختار ليقرنه بي حتى الممات دون اختيار مني! ولسخرية القدر، يسمع الموظف المختص الإسم باللام وليس بالدال - ليتحول اسمي من نهاد إلى نهال .. كلما تذكرت حديث أبي عن هذا الموقف، أتذكر أنني بحاجة لأن أؤدي صلاة شكر طويلة، أنني أصبحت باللام وليس الدال، 《ولتوضيح الأمر》أنا لا أحب الأسماء المشتركة، التي تقبل القسمة على الرجل والمرأة. تحول اسمي من معنى لمعنى مختلف تمامًا، بفضل حرف-حرف واحد - حرف وصدفة .. أما السيدة الحلوة التي كانت تجلس بجواري، أثناء سفري إلى مكة، كانت ك الطيف اللطيف، كلامها طيب، صوتها حنون، وعيونها صافية ك ماء زمزم، وكان اسمها ليلى. السيدة ليلى، تعلمت منها أن الله لا يعبد بالتعاليم، الله يعبد بالحب، أن الصلاة ليست بالجسد، بل بالروح، تعلمت منها في أيام قليلة ما لم اتعلمه طوال سنوات عمري.  سمعتها تهمس بالدعاء وهي جالسة على الأرض، في المسجد الحرام