التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٧, ٢٠٢٢

تختيم سنة ٢٠١٩

 "كل الضربات كانت مميتة لكنني لم آمت"  لا أحد يعلم تلك الحروب التي أخوضها وحدي، بذراع واحد، وقدم واحدة، وعين واحدة، ترى العدو حبيب .. كنت دائمًا أعود منتصرة لكني متعبة الروح والجسد والقلب، فلا أشعر بلذة الإنتصار، فأنزوي بعيدا لأنشعل بتطيب جسدي وروحي .. عندما عدت من معركتي الأولى، كنت قزمة على أن تحاربني الحياة، وتفسد علي سعادتي، الحياة لا تحارب إلا الصغار، اللطيفون، الطيبون، الذين لا يريدون منها إلا الحب والحق والجمال .. كنت لا أملك رصيدا من أي شئ، إلا حب الحياة التي خذلتني فأصبحت أخشاها. عدت بجسد متهالك بفعل السهر والحمى، لم أجد من يربت علي كتفي، لم أجد من يمد لي يد المحبة الخالصة، إلا طبيبي. كانت أول كبسولة تناولتها للتشافي هي نصيحة "I'm The First" .. قالها بنبرة حزينة، تخيل يا صديقي، عندما يحزن الطبيب على مريض يلقاه أول مره! "عيشي بمبدأ أنا أولا"  "لأنك شخصية حساسة، ولأنك الشخص اللي ممكن يموت من كلمة توجعه". حزنت، وتألم قلبي مرة ثانية، لكن هذا الألم أفاقني، أنا لا أريد أن أموت، أريد أن أعيش كثيرا، كثيرا جدا، فلدي من الأحلام ما يحتاج عمري

عزيزتي نون ١

مرحباً عزيزتي نون .. دعيني أولاً أحدثك عن نفسي؛ رغم يقيني أننا كمعشر نون صورة متكررة الشعور والحدث؛ بغض النظر عن العمر؛ والإنتماء؛ والموقع الجغرافي؛ أو الإجتماعي؛ ودورنا الإنساني والمهني .. أحدثك عن ليلة ما؛ أنا وأنت وهن؛ بكينا فيها حتى النزف، وانتظرنا في الصباح التالي؛ أن تشرق الشمس لتنير ظلام القلب؛ لكنها أدبرت قرصها الحاني عن صدورنا؛ وكأننا لا نستحق الحياة!  أنا وأنت وهن؛ خذلنا حبيب وصديقة وأهل ووطن! أنا وأنت وهن؛ قهرنا قانون عمل؛ وأعراف معتوهه!  أنا وأنت وهن؛ قضينا ليال صيفية وشتوية نطوي الليال على مر المواسم؛ نبك سرا؛ دون أن يشعر بنا أهل؛ وفي الصباح نمارس طقوس الإدعاء؛ نخفي آثار البكاء والسهر بالمساحيق؛ ثم نسدل على العيون المهزومة نظارة شمسية! ونسينا أن الهزيمة؛ تصرخ بها الجسد؛ وتبوح بها نبرة الصوت، وتنطق بها حركات اليد .. بعد كثير من الوقت والتجارب ومرور الأشخاص؛ بعد التعلق الذي شق القلب إلى نصفين، وتدنيس الوعد؛ وتقديس من لا يستحق شرف المرور في حياتك وحياتي! أدركت أخيرا بعد أشواط من الألم؛ أن الحرية هي جل النعم؛ أن تكوني حرة من كل القيود الوهمية التي ننسجها بخيوط من الزيف؛ مصبوغة

حديث ذات ٤

أنتظر الخريف بفارغ الصبر، لكنني أكره نوبات الحنين، وآنين البيوت والشوارع؛ الشتاء يجعلني بمزاج منتعش، لكنني أكره رعشة أجساد الفقراء، وأخشى انهيار بيوتهم الهشة. العشق يجعلني أطير، لكنني أكره الخذلان والألم وأخشى الفقد؛ أحب الناس جميعا، ولكنني أكره تقلبات البشر وثقافة البديل تؤلمني! يسعدني السفر، لكنني أصبحت مرهقة دائماً.  أحب طيبتي، لكنني تأذيت منها؛ أكره غضبي، لكنني لن أصل إليه إلا بعد فراغ الصبر والفرص. أحب البدايات، لأنها ولادة جديدة لنا، تعني أننا لازلنا نتنفس.  دائماً الحب منقوص، دائماً له وجه آخر يفسد علينا الشعور بالمتعة، إلا حب الله، يجبر كل كسر فينا، وكأننا لم يكسر لنا خاطر يوماً ما .. القاهرة | ١١ نوڤمپر ٢٠٢٢ م

حديث ذات ٣

 ليلة إمبارح مجاليش نوم! صباح أمس؛ تناولت فطوري مع أمي ثم تناولنا قهوتنا سريعاً؛ لم أشعر بمذاق القهوة؛ ولم أستطعم لذة الفطور؛ لست مصابة كورونا يا أصدقاء؛ لقد أصابني الرعب الدائم من أصل متأخرة! أنا أركض للحاق بالمواصلات؛ حتى أصل في ميعاد معقول؛ وحتى أنال رضا رؤسائي؛ أركض حتى أسبق أطراف النهار قبل أن تلملم أزيالها عن الأرض؛ فأسير في العتمة! أركض حتى أصل لسريري؛ فألقي بجسدي وكأنني جثة! أنا أركض منذ مجيئي؛ وأظنني لن أتوقف عنه؛ هنا من يتوقف عن الركض تدهسه الأقدام! أنظر لساعة يدي أجد هناك متسع من الوقت حوالي ١٥ دقيقة يمكنني تناول فنجان من القهوة فقط لأستشعر مذاقها! وبالفعل تناولتها ولكن على عجل؛ فقررت أن أضع حد ل لعنة البحث عن المذاق التي أصابتني؛ لأجدها في الفنجان الثالث وكان في المكتب .. أعده لي عامل البوفية سريعاً كالعادة؛ كان فنجان صغير الحجم؛ حلو المذاق؛ لكنه كان كفيلاً بأنه جعلني ليلة امبارح مجاليش نوم!  هنا القاهرة  ٧ ديسمبر ٢٠٢٢

حديث ذات ٢

 في الصباح؛ أخبرتني سيدة أن وجهي متوردا؛ وأنني أبدو بمزاج جيد؛ وبعد الظهيرة أخبرتني أخرى أنني شاحبة وبشرتي ذابلة؛ ضحكت وقلت لنفسي ماذا لو قابلت احداهن في المساء ربما تراني بعين ثالثة غريبة عني .. والحقيقة التي ينكرها الجميع؛ أن قلوبنا حدائق تزهر وتذبل بكلمة! بورسعيد | ١٦ يوليو ٢٠٢٢

حديث ذات ١

الحديث الذي يسكن صدرك، سطورك التي لن يقرأها أحد سواك على مدار سنين، عتابك ودموعك التي تخنق حنجرتك، وحتى اعترافاتك التي لن تصلح للبوح، هي أصدق ما شعرت به على الإطلاق، هي أنت الحقيقية، أنت التي لم ولن يعرفها أحد! بورسعيد  | ٢٨ نوفمبر ٢٠١٩

الحب ٢

 يسألونك عن الحُبّ. قل هو قدر من أقدار الله؛ ليس لنا من أمرنا فيه شيء؛ يأتيك مرة كالرداء الواقي من غدر النفس والحياة والبشر؛ ويأتيك مرة كابتلاء وداء للنفس والجسد والروح؛ وثقل للقلب.  الحب القليل منه يكفي؛ والكثير منه يغوي العقل ويهلكه؛ لا مرد في الهوى ولا شفاعة ولا عوض!  الا إن صاحب العقل القلب وأخذه أخذ الخل لخليله؛ لا يقسو عليه ولا يعايره في ذنب الهوى .. من وقع في الهوى ربما سيدرك خطيئته ويتوب؛ ومن لم يقع فيه يوماً سيعيش العمر كله بذنب جمود القلب والعين؛ يراه الناس ترفع؛ لكنه في حقيقة الأمر؛ فقر قلب وتاريخ! يكفينا في العمر مرة واحدة نخطأ بإسم الهوى؛ لنتوب معها عن صغائر العشق لا لنصوم عنه. القاهرة| ٦ نوڤمبر ٢٠٢٢