هل أخبرتك بأنني أتغير؟ أميل إلى الهدوء أكثر، أفضل الصمت والسكون والجلوس وحدي، أكره الزحام وأكتفي بضجيج قلبي، والفوضى التي لا تهدأ بداخلي. توقفت عن أكل الحلوى واللحوم، وأصبحت نباتية أكثر، وأصبحت أبك بدون دموع وبدون أن يشعر بي أحد .. بالأمس .. الأمس البعيد .. كنت لا أبك إلا وأنا أضرب بقدماي الأرض ك الصغار، فلا أنال إلا غضب جسدي مني فيضربني بطريقته، ويظل يؤلمني فترة طويلة .. تبدلنا المواقف وتجعلنا أشخاصا آخرون، أكثر نضجا، أكثر صلابة، وربما أكثر قسوة، قسوة تنقذنا من الخذلان، الإنسان لن يخذل إلا مرة واحدة، والقلب لن ينكسر إلا مرة واحدة - مرة واحدة وبعدها يصبح واعيا لدرجة الألم .. أود الحديث معك عن هذه المرة، لألقي عند أعتابك كل الألامي ربما أبدأ من جديد .. أريد أن أحدثك عن آخر رواية قرأتها وكيف كان البطل عذبا، ونهاية أخر فيلم شاهدته عندما أنتصر الخير على الشر، أود أن أعرف منك هل البقاء للخير فعلا حتى ولو كان ضعيفا؟ أشتهي أن أروي لك كيف كانت أخر رحلة سفر وكيف كانت شاقة ولكني كنت حرة، حرة ك العارية، ك حافية القدمين .. أشتاق للجدال الذي لا ينتهي دون ترقب للوقت، أظل أراقب ملامحك، شرود عيناك،