التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٣٠, ٢٠٢٢

حديث ذات ١٠

 أُحب الپيانو .. كانت أول الآلات التي عزفتُ عليها، وكانت أجمَّل هدايا أُمي لي يوماً ما، حاولتُ أن أتعلم العزفُ على أي آلة أخرى، ولكن ظل الپيانو هو أحب الآلات إلى قلبي .. ربمَّا لإنسياب أصابعي؛ وتنقُلها بين أسوَّده وأبيضه وكأني أطير .. يُذكرني الپيانو بالبشر منهُم الطيبون والأشرار؛ يتجاورون، يتعاملون، ويتشاركون الحياة، ويعزفون معا لحنها؛ فتتناغم وتصير متوازنة؛ فتُطرب لها آذاننا، وتُهز لها رُؤوسنا إعجاباً، رغم الألم أحياناً .. علمني الپيانو .. أن أرضى بالتعامل مع الأسود، أقصد الأشرار، وأن أعزف على قلوب البشر بالكلمَّات والألحان، كلمَّاتٌ مُحبة وألحان مَّحبة، أعزف لهم، ولا أعزف عنهم! العزُوف عنهم لن يأتي بألحانٍ شجية، لنْ تُفرحني، لن تُبكيني، ولن تُعلمني كيف تكون الحياة .. لن تُثمر بتجارب وتعاليم، رُبمَّا يُعصمني من الألم، ولكن سأتحول لكائن شمعي، لا عقل فيه ولا رُوح، لا ذكرى ولا ماضي، ومن لا ماضي له ليس له حاضر، وليس له قلب يدق حتى لو ألمَّاً، فالقليلُ من الألم حياة .. بورسعيد | ٣١ أكتوبر ٢٠٢١ 

تختيم عام ٢٠٢٠

كان عاما رحيماً، لا أستطيع أن أصفه بأنه كان مُؤلما أو ثقيلاً كالعام الذي قبله مثلاً، أو أنه كان مُنصفا معي مثل ما كنت أتمنى .. كان حيادياً وهذا ما ميزه، لا قاسياً ولا حنوناً، لا ضدي ولا معي، خرجتُ منه غير خاسرة وهذا ألطف ما فيه .. أصبحتُ لا أبحث عن الحقائق، عن الأسرار، عن الحلول، كل ما أبحث عنه دوماً وأبداً سلامي الداخلي، والحفاظ على مبادئي .. يقول ‏ديفيد هاوكينز: يعتبر شعور السلام الداخلي قوة عظيمة؛ والشخص في هذه المرحلة لا يمكن تخويفه أو برمجته أو التحكم فيه أو التلاعب به.  وأكمل مقولته بقلمي؛ لن تجد للباحث عن السلام الداخلي فرصة لتلوي رقبته منها؛ هو حر تماما محلقا في سماه؛ ليس عابئا للحروب التي شنت حوله؛ ولو كانت ضده ..  يحدُث أن نُختبر في أخلاقنا، في مشاعرنا، في تلك المبادئ التي نُحاول أن نقبضُ عليها بين فكيينا، ونحاول أن لا تفلِت من بين أصابعنا في زحام يومنا .. الحياة قاسية وتزداد قسوة يوماً من بعد يوم، والعلاقات الإنسانية أصبحت أكثر تعقيداً وغرابة، ونحنُ دائمَّاً نُزيد من صُعوبتها على أنفُسنا، تحت شعار "بل أنا الأقوى". وجميعنا نضغط بقوة، بلا رحمَّة، على الأقل، فالأقل، ف