التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر ١٥, ٢٠٢٣

أنت ما بين الأمس واليوم

سيأتي عليك وقت تُحب فيه الرُمادية رغم كل شيء، ستعتزل التطرف والألوان والضجيج، ستتوقف عن التعصب لأراءك أو لذوقك أو لفريق الكرة المُفضل لديك، ستتحول وجباتك إلى ثمرات من الفاكهة المُفضلة، ورُبمَّا الغير مُفضلة، ستترك أكل الشيكولا مهما كانت مُغرية، فأصبح المُهم لك الآن أن تلتزم بوجبات أكثر صحية. أنت لست مريض، ولا بلغت الشيخوخة، ولا تتنافس مع أصدقاءك من أجل خسارة بعض الكيلوغرامات،  ستصمت وبرضا تام، وستترك الثرثرة، ستسكن العزلة أو رُبمَّا ستسكنك رغم ضجيج العالم من حولك، فلن تسمع منه شيئاً، لن تسمع أبداً إلا تلك المُوسيقى التي تخرج من صدرك، ستتقن حُبك لذاتك، وستحب الآخرون أيضاً، ولكن ترتيب الأولويات أصبح شعار حياتك. ستعتزل القهوة وستبدلها بمشرُوب أكثر عذوبة، أقترح عليك مشروب اللافندر والكاموميل، فهو يساعد على الإسترخاء الذهني والجسدي، ويترك لك حالة مزاجية رائعة، والأهم أنه لا يضر بصحتك، أعلم أنه لا بأس من فنجان واحد من القهوة في الصباح وأعلم أنه لا صباح إلا بالقهوة، ولكن تغيير العادات من وقت إلى أخر وخاصة لو كانت من سيء إلى أفضل شيئاً رائع ويستحق التجربة. ستحاول أن لا تسهر حتى ولو بصُحبة كتاب

حديث ذات ٣١

أنا أشبه البحر، يهدأ ويثور وحده، يحمل أسراره في قاعه المظلم، يتمنى الكثير لو كان يجرؤ على الغوص إلى قلبه، ليكشف ما تحت زرقته، لكنهم يخشون من الغرق .. يكتفون بالوقوف بعيداً؛ ليسترقوا النظر إليه، ويحاولون فك طلاسم أمواجه، ودائماً دائماً لن يفلح أحد. يدركون أن قلبه واسع وبلا أرض، يحمل الكثير من الأسرار والعوالم، والأصداف واللؤلؤات الحية، تموت فقط إن أمسك بها أحدهم .. يد البشر تجيد الإفلات بعد انتهاء الشغف بالأشياء وربما الأشخاص .. يدرك البحر أن لؤلؤاته تموت إن تركته وخرجت للنور، ورغم حزنه لن يبخل! البحر يطفئ غضب القلب، لكن لا أحد يعلم ما في قلبه، الجميع يأتيه من كل فچ عميق، ليلق بخيباتهم وانكسارتهم، ويرحلون بهدوء .. ويتركون ضجيجهم في قلب البحر، ويبدأ ضجيج أخر، لكن في قلب البحر المسكين .. يكتفي البحر بأن يمنح العالم مزاجاً رائعاً ولونا بهيجا، ويخرج من خير قلبه لمن حوله، ويعود وحيداً ..  تهدأ أمواجه بالليل، عندما تبتعد الأقدام بعيداً عنه، وترسل النجوم قبلاتها الناعمة له، فيسكن، ويخلع عنه رداؤه الأزرق، ويبدله بأسود حزين، يليق بقلب لن يفهمه أحد على سطح الأرض .. بورسعيد | سبتمبر ٢٠٢١