( 1 ) كلما نويت الكتابة تشابكت أفكاري، وقفزت حروفي بعيداً؛ فيصيبني التوتر، وأغلق حاسوبي بغضب وأنام! وعند الفجر تؤرقني فكرة، كطفلا بجوار أمه يصرخ ليوقظها لتعطيه ثديها، أقفز من سريري لأدون أفكاري قبل أن تتلاشى مني، الكتابة مثل الحب تأتي دون نية ودون قصد ودون سابق إنذار .. ( 2 ) كل صباح أتفقد صندوق البريد الخشبي، مازلت أراسل أصدقائي على الطريقة القديمة، أرسل لأحدهم رسالة على ورق برائحة الليمون لأخبره أنني بمزاج منتعش وأود أن أخرج معه في نزهه برية؛ أرسل أخرى إلى صديقة تسكن بعيداً؛ أكتب لها أنني حزينة ومتعبة، أكتبها على ورق برائحة الڤانيلا، دائما الڤانيلا توقظ فينا الحنين، وأنا أعاني حنينا لا ينتهي. أراسل امرأه عجوز تسكن في حي قريب، من الممكن زيارتها في أي وقت، لكن الفعل الأقرب إلى قلبي أن أكتب لها، أكتب لها حتى أبوح دون تحفظ وخجل رسالة قصيرة على ورق بمزاج الريحان، وهو أنني أشعر بالأمان، وقلما ما شعرت .. يراسلني رجلاً كل مساء يكتب لي كيف كان صباحه، وكيف كان حلم الليلة الماضية، يطالعني جريدته، ويخيرني ألوان بذلة كل اجتماع، يطلب مني اسم عطر، لكنني آدعي بأنني لا أعرف، فأختيار عطر لأحده