أملك دفترا معبأ بالذكريات كتبتها لأنساها، فخلدتها دون أن أقصد لآخر العمر ..
لن أكذب عليك، قلبي ليس بكرا، كما أنني أملك عمرين، عمرا إذا سألني الناس عنه أجبت؛ وهو ذاته الذي جذبك نحوي يوم ظننت أنني أرض لم تشن فيها الحروب يوما، والحقيقة أن قلبي استوطنته الحروب وقتا كبيرا، ولم يتبقى منه إلا أشلاء، وبعض صفحات دفتر لعين، تطاردني ذكراه من حين لآخر ..
أضع بكسل أوراق النعنع في فنجان الشاي، وأقلبه على مهل، وكأنني أنتظر خروج سرا، بعد أن أفرك مصباح قديم؛ ثم أتمتم بأمنيات أعلم أنها مستحيلة!
أخرج من دوائر علاقاتي لأنني أصبحت لا أطيق الزحام، أكره أن يلزمني أحدهم بواجبات اجتماعية، فأنزوي بعيدا وأنشغل بغزل نياط قلبي من جديد ..
أتعلم أين المشكلة يا عزيزي؟
المشكلة أنني امرأة مشغولة بالماضي، أحن له في الصباح ك حنين الجائع لخبز ساخن، على طاولته الكثير من الأصناف الشهية، لكن حلمه أبسط من كل هذا ..
المشكلة أنك سقطت في حب امرأة لديها سر، وتلك هي أم المشكلات ستجدها شاردة، صامتة، يراها السطحيون مملة، لكنها لديها الكثير من الحواديت، تستطيع أن تضمك إلى صدرها بحنو ك إبن مدلل، وتروي لك حدوتة حتى تصيح الديكة ..
هل أخبرتك عن بيتي القديم؟
وصديقاتي القدامى؟
وعن ماذا يفعل بي صوت القطار، وعن حب فتح مسام جلدي ثم أقبرني؛ وأنا لازلت حية؟!
أنا يا عزيزي مرهقة بالتفاصيل، وحديث العيون، والكلمات التي تكتب بين السطور، وقصص لا تصلح للبوح، لكنني سأخبرك، سأخبرك بكل شيئ، سأمنحك صك لا يمنح مرتين، لامرأة لا تحكي إلا مرة - مرة وبعدها تندم ..
بورسعيد | ٢٢ يونيو ٢٠٢١
تعليقات