التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ١٤, ٢٠٢٢

أوراق الصباح ٢

عاملوا النهار معاملة طفل حديث الولادة؛ استبشروا به    خيرا؛ ورتبوا يومكم من أجله؛ ثم رتلوا آيات الرزق بيقين.                    بورسعيد | يونيو ٢٠٢١                       

ذاتي ما بين الشغف والعمل ٤

كانت رواية بطعم مزاجي؛ كتبت على نار هادئة، كنت أضع مقاديرها بهدوء وتروي؛ وصبر حزين، ثم أحرك معلقتي، أقصد قلمي، يمينا ويسارا بين السطور؛ حتى تتماسك؛ وتصبح شهية؛ وصالحة للتقديم أقصد النشر .. أكتب بهدوء رغم إعصار الروح، أكتب بثبات وقلبي يرقص من الألم، أمضغ الوحدة وأنا أتمدد بين صفحات كتاب لازال في قلب جهاز أصم، ولكني آستأنس به؛ لأنه عالمي الذي خلقت .. أرسم شخص وسيم، ولكنه بقلب قبيح، وأخرى مدللة بقلب حزين، وأخر بقلب نبيل وأخلاق رجل شهم، وصديقة نذلة، وسيدة أمية، طيبة، قلبها واسع، تملك من الأمومة ما يكفي أطفال العالمين؛ إلا الرحم الذي ينبض بالحياة .. وفي الخلفية يمر العمر، من وقت ذهبي؛ كانت فيه الشوارع؛ والبيوت؛ والقلوب أجمل، حتى آتى عام الثورة! وما أحدثه من تغييرات نفسية؛ واجتماعية؛ وإنسانية؛ وأيضا أخلاقية ..  أكتب ثم أزيل ما كتبته بعد شهور لأنني أتغير؛ ولأنني أتبدل؛ لا أعلم إن كان للأفضل أم لا؛ ولكنني الآن أقرب إلى نفسي! كان كل ما يشغلني أن أكتب ما أؤمن به وما أصدق، وما أحب وما لا أحب، عن كل قناعاتي التي تغيرت مع الوقت والمواقف ومع مرور الأشخاص ..  أن أدافع عن الإنسان بكل سقطاته، وأرفع عن

ذاتي ما بين الشغف والعمل ٣

كنت أعتقد أن صدور رواية باسمي أمرا سهلا وبسيطا؛ وأنني لست سوى فتاة كسولة تتحجج بوظيفتها؛ التي تأكل نصف يومها؛ وكل طاقتها الذهنية والجسدية، رغم أن من عملي وحده تولد الآلاف من القصص والروايات يوميا؛ والتي ربما تصيبني بشرارة من الإلهام؛ والتي تجعل القارئ في حالة من الدهشة التي لا تنتهي .. صباحي ممل يقتله الروتين، ويغلفه رائحة الألم والظلم؛ والتي تفوح من بين ملفات القضايا، تنتظر شهورا طويلة للبت في أمرها، يرتجي صاحبها العدل، ونرتجي نحن العاملين عليها؛ إنهاء هذه المعركة اللا انسانية، من أجل الشعور ببعض السلام فقط .. أكتب في الصباح قصص حقيقية؛ أبطالها من عالمنا هذا، أتفاجئ عند فتح بعض الملفات؛ بأسماء مرت بخاطري مرة، أو سمعتها عدة مرات، أحاول أن أعصر ذاكرتي، فتخرج الصورة واضحة عندما تكتمل؛ لأكتشف أن أحد أطراف النزاع كان زميل دراسة أو صديقة قديمة؛ أو جار في حي كنت أسكن فيه فترة كبيرة من عمري، أعود للوراء لسنوات بعيدة عندما كنا صغارا ولا ننتمي لعالم الكبار. الخصام، الفراق، الشجار، العداوة، مفردات لم نعي معناها إلا عندما صرنا كبارا .. وعندما صرنا كبارا، أصبحنا كبارا أكثر من اللازم ..  أكره وظيفت

ذاتي ما بين الشغف والعمل ٢

 لدي الكثير من القصص التي مررت بها تجعلني في حالة كتابة دائمة؛ كنني أفكر؛ إن كتبت عنها خلدتها وعاشت أكثر مني؛ وإن أهملتها سقطت مني؛ وسأفقد إرثي من الحياة! أظل غارقة في هذه الحيرة حتى تنتشلني الكتابة بأصابعها السلوفان؛ وتلق بي على أوراق بيضاء ؛رائقة كسحب الربيع، ثم أحولها بسطوري لشتاء لا ينتهي .. الحيوات التي عايشتها؛ والخناجر التي دست في لحم قلبي، ظلت غائرة بعد أن كتبت عنها، وأنا أريد الفرار والنسيان. أمارس الفرار طوال وقتي، حتى يمسكني القلم ويعصرني، فأفرز كل عرقي ودمي على الورق؛ ثم أصير أكثر خفة وأطير .. أكتب لأنني قُدر لي أن أعيش بقلبٍ كسير، وعقلٍ لا يتوقف عن التفكير، وجسدٍ كالأرض المنهكة التي شن عليها حروب دامية .. أكتب لأنني أميل للأفعال الطيبة، والكتابة فعل طيب يليق بي .. أكتب لأنني وحيدة، والكتابة صديقتي النبيلة، وحبيبي اللطيف الذي لم يتركني يوما بل يفاجئني بزياراته الغير متوقعة دائما .. يرحلون أصحاب الوجوه المتلونة، ثم تأتيني الكتابة صاحبة الوجه الواحد، تمسح على رأسي بهدوء هامسة، أُكتبِ يا نهال .. لا أكذب إن قلت أنا أُعيد التعرف عليّ عند قراءة ما كتبت في ليلة كانت شديدة الظلام