كنت في فناء المدرسة ألعب، أحد التلاميذ كان يلعب هو الأخر ثم دفع أحدهم بحجرة صغيرة استقرت على رأسي، لم أكن طرفا في اللعبة، ولم يكن يوما صديقا لي، كل ما في الأمر أنني كنت ألعب في نفس الفناء الذي يجمعنا والمسافات بيننا كانت متقاربة .. خرجت من المدرسة وكأن شيئا لم يكن، أبلع دموعي، أهدأ من رعشة جسدي الصغير بنفسي، أجبر لساني أن لا ينطق أه. ترجلت حتى عمل (ماما) أشعر بخط بارد يسري فوق رأسي ولكن لا أعلم ما هو حتى رأيت وجه ماما، تنظر إلى رأسي وتمسح بكفها على منبت شعري ثم تدقق النظر وتشهق "دم" لم أعير للأمر أي أهمية رغم خوفي .. (يعني ايه دم من راسي)! ادخلتني أحد الغرف الفارغة حتى أهدأ ووضعت قطعة من القطن المغمورة بالبيتادين، واستعدت للرحيل إلى البيت .. رأسي أرض تستقبل الآلام والأفكار والكدمات والصدمات والنزف منذ سنين وأنا واقفة .. رأسي بكاؤه دما لن يجف؛ هو فقط يتوقف ليعود بشراسة .. بورسعيد | ٧ يونيو ٢٠٢٠