كانت رواية بطعم مزاجي؛ كتبت على نار هادئة، كنت أضع مقاديرها بهدوء وتروي؛ وصبر حزين، ثم أحرك معلقتي، أقصد قلمي، يمينا ويسارا بين السطور؛ حتى تتماسك؛ وتصبح شهية؛ وصالحة للتقديم أقصد النشر ..
أكتب بهدوء رغم إعصار الروح، أكتب بثبات وقلبي يرقص من الألم، أمضغ الوحدة وأنا أتمدد بين صفحات كتاب لازال في قلب جهاز أصم، ولكني آستأنس به؛ لأنه عالمي الذي خلقت ..
أرسم شخص وسيم، ولكنه بقلب قبيح، وأخرى مدللة بقلب حزين، وأخر بقلب نبيل وأخلاق رجل شهم، وصديقة نذلة، وسيدة أمية، طيبة، قلبها واسع، تملك من الأمومة ما يكفي أطفال العالمين؛ إلا الرحم الذي ينبض بالحياة ..
وفي الخلفية يمر العمر، من وقت ذهبي؛ كانت فيه الشوارع؛ والبيوت؛ والقلوب أجمل، حتى آتى عام الثورة!
وما أحدثه من تغييرات نفسية؛ واجتماعية؛ وإنسانية؛ وأيضا أخلاقية ..
أكتب ثم أزيل ما كتبته بعد شهور لأنني أتغير؛ ولأنني أتبدل؛ لا أعلم إن كان للأفضل أم لا؛ ولكنني الآن أقرب إلى نفسي!
كان كل ما يشغلني أن أكتب ما أؤمن به وما أصدق، وما أحب وما لا أحب، عن كل قناعاتي التي تغيرت مع الوقت والمواقف ومع مرور الأشخاص ..
أن أدافع عن الإنسان بكل سقطاته، وأرفع عن رقبته سيف الجلاد الذي يسنه ممارسو دور الإله في أوقات الفراغ!
أن أكتب عن الغفران، وعن النسيان، وعن البدء من جديد، ليس في ذات الطريق الذي خطونا فيه يوما، البدء مع النفس، مع الحياة، ومع من نحب، أو مع من يحبنا بصدق ..
أردت أن أكتب عن الفرصة الثانية التي تأتي بعد أن ظننا أن الحياة لا تمنح فرصا جديدة، نقطع الكثير من العمر نحمل في رؤوسنا فكرة غير عادلة، أن الحياة تسلب وتأخذ وتسرق ..
الحياة تأخذ وتمنح دائما، ولن ندرك ماهيتها ولا قيمة الأشخاص ولا قيمة ذواتنا إلا بهذه الفلسفة ..
فلسفة المنح والأخذ؛ لعبة الحياة معنا دائما؛ التي لن تنتهي أبدا؛ إلا بإنتهاء الحياة ..
بورسعيد | ديسمبر ٢٠٢١
تعليقات