تسألني سيدة: لماذا تفضلين المكوث ببيتك طوال أيام الأسبوع؛ بينما الخروج لمكان جديد؛ أو السفر؛ أو الترجل في حديقة واسعة؛ أو حتى الجلوس في مقهى بسيط؛ أفضل؛ ووسيلة من وسائل التجديد والتغيير؛ وضخ دماء جديدة لحياتك الراكدة!
أجبت/ في بيتي أنا حرة؛ كل الأماكن البعيدة والقريبة رغم جمالها واختلافها؛ هي للجميع؛ الجميع يشارك الجميع لحظاته الخاصة؛ يمكن لأحدهم أن يرمقني بفضول وأنا في لحظة بكاء؛ أو تتودد احداهن لي لمجرد الفضفضة؛ بينما ذاتي في لحظة فضفضة غير مسموعة ..
سقف بيتي يغطيني؛ أما في الخارج؛ أنا عارية؛ ولو غطى جسدي كله سواد الغرابيب ..
ذات مساء؛ كنت جالسة وحدي في احدى المقاهي الراقية البعيدة؛ خلف شاشة اللاب توب؛ غارقة في كتابة نص عنيد؛ وعيوني ترفض البكاء؛ مرت ساعة وأنا في حالة توسل للحروف أن تتصالح وتتضاجع على سطور الصفحة؛ حتى ضجرت ..
نظرت للجرسون أن يقترب؛ لآسد فاتورة ساعة من العمر كانت ثقيلة وجافة؛ شربت على نخبها قهوة مره ..
اقترب خطوتين؛ وبصوت خفيض
الأستاذ دفع يا فندم ثم أشار برأسه ليساره
أنظر لأجده شخصاً غريباً عني لا أعرفه؛ بخطوات وقورة؛ اقترب مني ومد يده وعرف نفسه ..
نظرت ليده الممدودة نحوي باستنكار؛ ولحقيبتي المفتوحة على آخرها؛ وشعرت بالغيظ؛ وكل ما حل علي حينها أن مساحتي الخاصة انتهكت ..
نظرت مرة أخرى للجرسون وقلت بنبرة غاضبة: كام الحساب من فضلك خليني أمشي ..
وضع الشيك على الطاولة وانصرف بسرعة؛ فوضعت حسابي بالتالي؛ وبقشيشا يمكن قسمه على فردين ..
وحملت اللاب توب ودموعي؛ وذهبت بيتي لأبك وأكتب ..
بورسعيد | ١٨ أكتوبر ٢٠٢١ م
تعليقات