ماذا لو كان بإمكاننا أن نشقْ عن كل قلبْ جانبيه لنرى ما يسكنْ بداخله، فـ في مرة سنعود خطوتينْ للوراء؛ وربما دهراً كاملاً، عندما نرى أننا ليس لنا في هذا القلبْ الذي أحببناه شيئاً؛ ولا حتى نبضة، وأن سوانا قد إلتهم هذا القلبْ لأخر قطعه.
ومرةٍ أخرى نندم على المسافات التي قطعناها بعيداً عن تلك القلوب المُحبة لنا من أجل قلوبٍ أخرى.
القلوب حُجر أسرارها عظيمة لا يليقُ عليها مُطلع إلا الله ..
الله ينبتْ المحبة، والله ينزعها كيف يشاء وقتما يشاء، ونحنُ لا حول ولا قوة لنا.
الحُب ذُل؟
لا ليس بذُل، الحُب خُلق، وقليلاً في عهدنا هذا من تحلى بالخُلق، وقليلاً جداً من تزينْ بالحُب، وكثيراً جداً منْ تصبَّر بالصبْر..
الحُب زينة لمن لا زينة له، وجمال،ٍ وحُلَّة، ودلالٍ، وهواءٍ، وماءٍ، وزادٍ لكل محُروم.
الحُب للصائم عنه وجبة دسمة، إن أكلها على عجل،ّ دون ترويّ هلك، فلن يستطيع بعدها صياماً ولا قياماً ولا قعوداً.
ولا يقبل منه نُسك، بعد أن أصابت روحه بالعطب،ْ وقلبه بالشقق،ْ وجسده بالبلاء، فلنْ يستطع ثانيةً إلى الحُب سبيلا!
أما عن أسرار القلوبْ.
قُلْ هي سرٍ من أسرار الله، قطعة صغيرة تنبُض بكل معاني الحياة.
حُزناً، وفرحاً، وقلقاً، وخوفا،ً وخجلا،ً ووجلاً، ورجفا،ً وسكناً، وندماً ..
حتى عند الموت ينبض نبضات جنونٍ ورفض وترجيّ أن يبقى في الحياة حتى لو قليلاً ..
القلب ينطق أحياناً بالكلمات عند الفراق؛ يصرخ مُتوسلاً لمحبُوبه أن يبقى بالجوار، أن يظل ساكناً حتى لا يعود خاوياً مُظلماً ..
القلبْ هو الذي عاشر سنوات، وكبَّر بداخله الحُب ليلةٍ بعد ليلة، القلبْ هو الذي كان في معركة مع العقل دائما؛ حتى يأس منه فترك له الأمر، أقصد ترك له الجرح.
القلبْ هو الرحم الذي تحمَّل نشوة ولادة هذا الحُب، والآلام سقوطه نزفاً، القلبْ هو الذي ضعُفَتْ قوته، وأصبح هزيلاً بعد الفِراق، فأصبح لا يَقوى على حمل حُباً جديداً ..
رفقاً بقلوبكم، سيسألنا الله عنها ..
تعوذوا بالله من الألم، ومن حبيب لا يليقُ بالحُب، ومن الحُب الذي لا يُسمن ولا يغني من جُوع، ومن حُب يذل لا يرفع، وحبيب يتخلى ولا يشفع، وطريقٍ نمشيه مظلم وظالم نختاره بكامل إرادتنا ..
اليوم الجديد | ٣ ديسمپر ٢٠١٦ م
تعليقات