الفلاش يُؤلمني، يُسبب لي ضعف في الرُؤية لدقائق، أشعُر بذلك الضُوء يُضربْ في عُيوني كالرصاصة، فـ أُغمض عُيوني لأجمع الرُؤية من جديد فتعود بلا ملامح، ولكنني أُحب التصوير وأبتسم للكاميرا كأنني ألتقط صُورة عُرسي حتى لو ظهرت ملامحي مُرهقة وحزينة ..
لا أُحب التصوير بدُون فلاش رغم ما يُسببه لي من ألم، الفلاش يتُرك على الصُورة لمَّعة فتبدو الألوان والأشخاص والإبتسامات غير باهتة حتى لو كانوا أصحاب الصورة غير ذلك.
-٢-
كان دائماً السفر ملاذي عندما أفقد الملاذ والشغف، وتحتل رأسي الأسئلة التي لا إجابة لها، فـ أحمل على ظهري الحقيبة وأُسافر إلى أي مكان، أبحث عن حُلم أو عن إجابة لتلك الأسئلة فـ أعود مُرهقة الرأس والبدن بعد رحلة البحث الثقيلة وتظلُ أسئلتي مُعلقة في ذهني، وتظلُ حقيبتي مُحملة بالأشياء والأفكار والأحلام..
فـ أضع رأسي على وسادتي لأخلُد للنوم فلا أنام، وكم من مرة نام فيها جسَّدي وظلّتْ رُوحي ساهرة.
-٣-
ستظل الكتابة هي رئتي الثالثة التي أتنفسُ بها الهواء والكلمَّات دُون أن يُشاركني بها أحد، ستظل الأوراق البيضاء هي الأوفى على الإطلاق والقلم هو الأصدق.
فعل الكتابة مُؤلم ولكنه يُداوي ما يفعله العابرون أو ما نُحدثه نحنُ بأنفسنا، الطبيب لا يكتشف حقيقة المَّرض إلا إذا ضغط بقسوة على مكان الألم، والكتابة أيضاً تُجبِرُ ما كُسِرَ فيك فقط إذا كتبت بصدق وبقوة.
✨
تعودت أن الأشياء الجميلة التي نُحبها لها وجهٍ آخر، وجهٍ قاسي ومُؤلم نراه ونُلاحظه بدقة، لأن قسوته غالبة على حلاوته ونُعومته، ولأن الجمَّال المُطلق والمُتعة المُطلقة غير جائزة في الحياة، الحياة كالبحر عندما تتلاطم به أمواجه الثائرة الغاضبة والحنونة والهادئة أيضاً، لا تسري الحياة على وتيرة واحدة، ولا يكفي البحر مُوجة واحدة، ولا يكفيك حالٍ واحد ولا تكُنْ الأشياء بوجهٍ واحد أبداً.
بورسعيد | ٢٣ ڤبراير ٢٠١٧
تعليقات