القُرآن، هو الحل لآلام الرُوح، والتيه الفكري، وأحزان النفس، والتحرُر من عُبودية الهوى، هو الذي كُلما اقتربت له حطّمْ الأصنام التي صنعتها حولك؛ وفزعت كُلمَّا اقترب لها أحد!
هو القِنديل الذي يٌنير لك دربك وقلبك، هو المَّاء الذي يروي لك ظمأ رُوحك المُتعبة من الركض في طريق الأنا، هو حُروف من نُور أرسلها لك الله في ليلة شديدة الظُلمة ليُخبرك أنه معك ..
لا يخلو بيت مُسلم من كتاب الله، ولكن قليلاً من يحفظه؛ قليلاً من حرص عليه وخصص له من الوقت ما يجعله مُطمئاً ..
وقليلاً من عمل به، وقليلاً جداً من أنفض من عليه تُراب الزمن والوقت لينهل من بركته ونوره؛ ليقرأ ثم يبحث عن رسائل السماء له ..
قليلاً من تخيل نفسه بطلاً لاحدى قصص القرآن؛ فأدرك أن دور البطولة سهلاً على كل انسان إن أراد، وفهم الرسالة!
نجهل الكثير من آياته؛ ورغم هذا ندُوب عشقاً، وندمعُ خجلاً، ويرتعشُ القلب لمعانيه، فماذا لو رزقنا الله حلاوة فهمهُ .. !
كتاب الله عزيز لا يقترب بمَّن شغل نفسه عنه، بمَّن جعله آخر أولوياته، بمَّن سمح للتُراب أن يُغطيه، وبَّمن ترك الران يُغطي قلبه.
واللهِ ما رأيت مثل القرآن جالباً للإلهام؛ كتاب يقاوم قسوة الواقع؛ ويداوي عطب القلوب؛ مغذيا للخيال محفزا للچمال؛ مؤيداً للحب والسلام؛ والخير والرحمة؛ يهذب الأخلاق بمبرد من اللطف؛ ويهبك الوعي والرشد بين سطور القصص والآيات؛ ويحلل عقدة لسانك؛ فيمنحك خير اللغة؛ ويصنعك من جديد ..
فاللهُم ران على قلوبنا ما ران.
واچعلنا من أهل القُرآن وارزقنا تلاوته وحفظه والعمل به، واچعلنا من چنوده، واچعله ربيع قلوبنا ونور قُبورنا وحُچةً لنا لا علينا، واچعله منهاچاً ونبرَاساً وخلاصاً لنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
١٤ يناير | القاهرة
تعليقات