التخطي إلى المحتوى الرئيسي

القرآن

القُرآن، هو الحل لآلام الرُوح، والتيه الفكري، وأحزان النفس، والتحرُر من عُبودية الهوى، هو الذي كُلما اقتربت له حطّمْ الأصنام التي صنعتها حولك؛ وفزعت كُلمَّا اقترب لها أحد!


هو القِنديل الذي يٌنير لك دربك وقلبك، هو المَّاء الذي يروي لك ظمأ رُوحك المُتعبة من الركض في طريق الأنا، هو حُروف من نُور أرسلها لك الله في ليلة شديدة الظُلمة ليُخبرك أنه معك ..


لا يخلو بيت مُسلم من كتاب الله، ولكن قليلاً من يحفظه؛ قليلاً من حرص عليه وخصص له من الوقت ما يجعله مُطمئاً ..


وقليلاً من عمل به، وقليلاً جداً من أنفض من عليه تُراب الزمن والوقت لينهل من بركته ونوره؛ ليقرأ ثم يبحث عن رسائل السماء له ..


قليلاً من تخيل نفسه بطلاً لاحدى قصص القرآن؛ فأدرك أن دور البطولة سهلاً على كل انسان إن أراد، وفهم الرسالة!


نجهل الكثير من آياته؛ ورغم هذا ندُوب عشقاً، وندمعُ خجلاً، ويرتعشُ القلب لمعانيه، فماذا لو رزقنا الله حلاوة فهمهُ .. !


كتاب الله عزيز لا يقترب بمَّن شغل نفسه عنه، بمَّن جعله آخر أولوياته، بمَّن سمح للتُراب أن يُغطيه، وبَّمن ترك الران يُغطي قلبه. 


واللهِ ما رأيت مثل القرآن جالباً للإلهام؛ كتاب يقاوم قسوة الواقع؛ ويداوي عطب القلوب؛ مغذيا للخيال محفزا للچمال؛ مؤيداً للحب والسلام؛ والخير والرحمة؛ يهذب الأخلاق بمبرد من اللطف؛ ويهبك الوعي والرشد بين سطور القصص والآيات؛ ويحلل عقدة لسانك؛ فيمنحك خير اللغة؛ ويصنعك من جديد ..


فاللهُم ران على قلوبنا ما ران.

واچعلنا من أهل القُرآن وارزقنا تلاوته وحفظه والعمل به، واچعلنا من چنوده، واچعله ربيع قلوبنا ونور قُبورنا وحُچةً لنا لا علينا، واچعله منهاچاً ونبرَاساً وخلاصاً لنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..


١٤ يناير | القاهرة 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حديث ذات ٤٦

الوقت، له أفاعيل عجيبة يرفع ويخفض مقامات الناس في قلبك، ثم يرفع قيمتك على الجميع عندما تدرك قيمة نفسك وتثقلها بما يليق بها. يمكنه أن يساعدك على النسيان، وعلى التشافي، وعلى بناء نفسك من جديد، يمكنه أن يساعدك أن تخرج من الدوائر السامة لكن بهدوء، الوقت كالرجل الأنيق كلاسيكي الطبع يتعامل مع الأمور بترو وحكمة وصبر بالغ، ينظر لك بطرف عيونه وبين شفتيه سيجار، تأكله شظاياه ببطء فتظن أنه ليس مهتما، لكنه الوقت يا صديقي ليس عليه أن يهتم لأمرك، هو يقرص أذنك مرة واحدة ثم بعدها تدرك قيمته. لذا لا تتقبل من أحد معايدة في الصباح الثاني ليوم عيد ميلادك، ولا تتقبل العزاء بعد ثلاث، وليس فرضا عليك بعد مرورك برحلة العناء والتعب ثم التشافي أن تفتح ذراعيك لمن لم يمسح على رأسك وأنت مريضاً! لكن من يهديك جزء من وقته، هو يهديك جزء من عمره، بادله الوقت والعمر والمشاعر، هكذا هي الحياة كؤوس متبادلة ..          بورسعيد | ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤ م

حديث ذات ٤٨

بالأمس قررت الكتابة عن شيءٍ ما، فـ جلستُ على كرسي خشبيّ مائل الظهر، ورفعتُ ساقاي لأعلى، ووضعت ساقٍ على أُخرى ثم أسندتهما على الحائط، واَنكببتُ على الورق، لكن بئسَ الكتابة التي تأتي عن قرار! الكتابة الصادقة كـ الولادة تأتي على غير موعد، هكذا تحدث، بعد سيلان من الماء وأشواطٍ من الألم ليعلن عن حدوث حياة تنبثقُ من رحم الآن.  بعد ساعة من التهيئةِ للكتابة لم أكتب! لكنني بكيت. حسنًا، سأعتبر دموعي حروفًا خَجِلة، تخرج على اِستحياء تود أن تطير وأن لا يبقى لها أثر، حروف لا ترغب في الخلود على الورق، ترفض أن يقرأها أحد، أن يحنو عليها أحد، أن يلومها أحد، وأن يجعل منها حدوتة!  حروف مبتورة ترفض أن تضاجعها حروف أخرى لتصبح كلمة، هي ترغب في أن تتبخر وكأنها لم تحدث!  ظلت تهبط دموعي على الورق، حتى هدَأ قلبي لكن ثمة دمعةٍ واحدة ظلت متحجرة في اِحدى زوايا عيني، ترفض الخروج! كأنها طفلة تخاف الخروج للعالم، أدقق النظر في المرأة لأمسح تلك الماسة المتحجرة، ولكنها تبقى مكانها ثابتة!  كان عليّ أن أفهم أن تلكَ الدمعة تحديدًا ليست حرفًا، بل كلمة كاملة، إن خرجت صرخت بالحكاية، وليست كل الحكايات تصلح ل...

حديث ذات ٤٧

في الماضي كنت فتاة تحب التفاصيل، تبحث عنها وتدقق النظر فيها ثم أسكب فيها كل ما أشعر، وأذيب مشاعري فيها بملعقة نارية لأتحول مع الوقت إلى كائن رخامي بلا إحساس، ومن ثم تتحول التفاصيل إلى لعنة على شكل فأس يشق رأسي نصفين ويتحول قلبي إلى فتات.  نضجت الفتاة، وأصبحت امرأة تعبث بالتفاصيل وكأنها خيوط تريكو ثم تتركها جانبًا .. ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤ م|بورسعيد