منذ أيام وأنا أعاني من النوم المضطرب؛ تغفل عين؛ بينما الأخرى تترقب حدث ما؛ لا أعلم بالضبط ما هو؛ لكن للحقيقة؛ برودة ديسمبر تشعل في روحي لهيبا يحرق في قلبي وجلدي؛ يتصاعد رماده لعيوني؛ فتنساب دموعي بهدوء حزين ..
دمعة وراء دمعة وراء دمعة؛ أنظر ل لؤلؤاتي وهي تذوب على الوسادة؛ وأتخيل أحزاني ومخاوفي وهي تذوب مثلها وكأنها لم تكن يوما؛ ثم أمد يدي لأتناول زجاجة الماء؛ "واشرب بق ماية" وأنام
أستيقظ بعد ساعات الظهر؛ شعورا ثقيلا في قلبي لا أعلم سره؛ أمسكت بهاتفي الذي أصبح لاصيقا لكفي؛ حتى أتصفح بريدي الألكتروني؛ وغرف الرسائل هنا وهناك؛ وصفحتي الشخصية؛ لأجد منشورا حزينا لصديقة تبك شقيقتها التي رحلت عنها في صباحا غائما؛ وأخرى تكتب لأباها رسالة إشتياق بطعم العذاب ..
تذكرت أبي بالتالي؛ ومرارة الفقد وسنوات الصبر؛ وكيف عبرتها وحدي؛ وددت لو أرسلت كفوفي من خلف الشاشة لهن؛ لأمنحن وردة وبطاقة حب مكتوب فيها ..
عزيزاتي نون.
هذا ما يفعله ديسمبر في جروحنا، يكشفها للبرد القارص؛ فيزيدها ألما ووهجا؛ وكأننا حديثي الألم؛ فنعود ونمارس التجاهل وإدعاء التعافي من جديد؛ لكن ندبة الفقد لا دواء لها؛ الفقد ليس له دواء ياصبايا ..!
لابد وأن نتصالح مع وخزة الإشتياق؛ وأن نصدق بأنها مسألة وقت؛ وسيجمعنا بهم مكان أجمل؛ وحديث لا نهاية له؛ سيمر ديسمبر على كل حال؛ وسيمر العمر؛ وسيضمر الحزن؛ الله رحيم ..
خذي مني هذه الطريقة الساخرة؛ لقد قررت منذ فترة؛ كلما هاجمتني الدموع وعاركتني الذكريات؛ أشرب كأسا من الماء 😃
أقول لنفسي؛ عوضي دموعك واشربي ماية؛ ابلعي صبرك بحبة ماية؛ فأشرب ماء؛ أشرب ماء بكمية كبيرة وأقطرها بقطرات من ماء الورد؛ عادة قديمة لي ومحببة لنفسي؛ لأنها تضفي على مزاجي إحساسا لطيفا ..
عزيزتي؛ إذا شعرت بهجمات الحزن على غفلة؛ خذي مناديلك واستعدي للبكاء؛ البكاء حالة صحية؛ سيخفف عنك حدة ألمك؛ ابك بعيدا عن الجميع؛ واخرجي ملح أحزانك خارج قلبك؛ ثم طهريه بعذوبة الماء وصفاءه.
مساءك رائق♡
بورسعيد | ديسمپر ٢٠٢١
تعليقات