كيف يتعافى المرء؟
بعد ما جرب كل الحيل، رفقة الصالحين، نصائح الأطباء، الإنعزال عن ضوضاء البشر، العبادة، نصائح الكبار، خفة ظل الصغار، اتباع شغفه، القراءة، التدوين اليومي، متابعة مسلسل مفضل، تعليم الطهي، الخياطة، وممارسة الرياضة ..
ورغم ذلك: لازل يشعر بأنه مكبل بقيود حديدية تزداد عليه قسوة؛ فيزداد في المقابل ضعفا واستسلاما.
يتعافى المرء بالصدق مع نفسه؛ ومع الآخرين ..
يتعافى بخلع القناع المزيف الذي حرص على ارتداؤه طوال ساعات اليوم ..
يتعافى بالطيبة؛ والحنو على نفسه أولا ثم مع كل من طرق بابه حتى لو بالصدفة ..
يتعافى بلين حديثه، ووسع قلبه، ورحابة صدره ..
يتعافى بكرم يده وقلبه، ورجاحة عقله فينقذ روحه قبل الإنزلاق في الهاوية ..
يتعافى بحب الحياة، والرضا بالمقسوم، والتطوير من نفسه ..
يتعافى بالمحبة المطلقة بلا أسباب غير (إكراما لله) فقط
يتعافى المرء عندما يدرك ماهيته، ومما خلق، ولماذا خلق، ومن الخالق؟
حينها؛ حينها فقط يتعافى عندما يدرك أن كل شيء ضئيل وبلا وزن أمام عين الله؛ إلا أن يحزن قلبك ..
لا تحزن حتى لا تضعف همتك، ويمرض جسدك، وتتشتت علاقاتك، ويصيبك اليأس والشك في كل شئ ..
لا تحزن فلن يستطيع قلب انسان حزين؛ أن يعبد الله وأن يحب، وأن يرضى وأن ينعم بسلام وسكينة ..
لا تحزن فالحزن مرض خبيث إن أصاب قلب لن يتركه إلا هلكه، فتحصن بالله من الحزن ..
وقل: اللهم إني أعوذ بك من الحزن؛ كثيرا كثيرا ..
بورسعيد | يونيو ٢٠٢٠
تعليقات