الأنوثة

ليست كل امرأه أنثى؛ لكن كل أنثى هي امرأه فريدة ..

والمرأه الفريدة هي التي تجيد التعامل مع نفسها والآخرين؛ تضع الأمور في نصابها الصحيح؛ عقلها مستشارها الخاص؛ وقلبها ترمومترا زئبقه الضمير؛ تعزف على أوتار القلب ولب العقل بلحنها الخاص ومفرداتها المختلفة؛ تضع ساق على ساق؛ ولا تكرر جملتين؛ ولا تقسم كذبا أو خوفا ..

الرقة رداءها؛ والقوة بطانة روحها؛ لا تشكو قلة حيلة؛ ولا تمارس العويل بسبب أو غير سبب؛ بل تغزل من أحزانها وهمومها أثوابا زاهية على مقاس جرحها؛ لتخفيه عن عيون (هن) المتفرغات لمضغ أخبار الحريم ..

تأكل الكتب كلما جاعت؛ أو اقترب منها وحش الفراغ ليلتهمها؛ تغفو على وسادة تحمل رأسها وحدها دون شريك؛ ولا تشكو برد الفراش أو فراغه؛ تدلل نفسها لأقصى درجة وتقدس بنات جنسها؛ لن تأكلها الغيرة؛ بل هي التي تضربها بكف ساخر إذا اقترب منها ليهمس في أذنها "فلانة أحلى منك" 

هي أنثى وليست مجرد قالب جسدي يميزه تضاريس معينة؛ تعرف أنها في المقدمة؛ لأنها اختارت أن تنحت عقلها ليتحول إلى جوهرة؛ وجعلت من جسدها محرابا لا يمسه إلا المطهرون "عقلا" 

الأنثى أخطر أنواع النساء لأنها تدرك غايتها في الحياة؛ ترى الأمور من بعيد ومن أعلى ولا تسمح بدنو توافه الأمور والأشخاص بالإقتراب من كعب حذائها ..

لديها كبرياء يقهر؛ وتواضع لافت للقلب؛ وعذوبة كالماء؛ وعذاب ألسنة النيران .. 

أما المرأة التي لا عقل لها ولا قلب؛ فقط مجرد رحم يشغله ماء رجل ليخرج منه أوغاد آخرين؛ هي مجرد لقمة عيش يمكنك أن تغمس بها أي ما تشاء من الطعام؛ لن ترفض أو تشير لك بما يليق أو لا يليق؛ ستأكل لقمة العيش .. ولن تشبع! 

القاهرة | ديسمپر ٢٠٢٢