في الماضي كنت فتاة تحب التفاصيل، تبحث عنها وتدقق النظر فيها ثم أسكب فيها كل ما أشعر، وأذيب مشاعري فيها بملعقة نارية لأتحول مع الوقت إلى كائن رخامي بلا إحساس، ومن ثم تتحول التفاصيل إلى لعنة على شكل فأس يشق رأسي نصفين ويتحول قلبي إلى فتات. نضجت الفتاة، وأصبحت امرأة تعبث بالتفاصيل وكأنها خيوط تريكو ثم تتركها جانبًا .. ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤|بورسعيد
منذ فترة لم أتصفح بريدي الالكتروني؛ اليوم فعلت .. لأجد عدد من الرسائل "مجهولة المصدر" إتسعت عيوني من كم الرسائل التي كادت أن تنفجر في وجهي ثم قررت فتح أول رسالة .. كانت من رجل حروفه باكية كتب لي عن محبوبة قلبه وزوجته أقصد كانت زوجته تم الإنفصال بعد زواج دام سنوات توجت بطفلة، تعد الآن من الأيتام بل هي أشد يتما .. يسرد سطورا مختصرة عن حياة تبدو سعيدة وهانئة لم ينقصهم شيء ڤيلا في موقع راق بإحدى المدن الجديدة؛ طفلة جميلة الملامح؛ أصدقاء وصديقات من صفوة المجتمع؛ وزوج من حسب ونسب؛ حتى لو كانت الزوجة أقل شأنا! يقول .. كل شيء كان يمنعني أن أرتبط بها؛ لكني فعلت؛ لم أستطع أن أقتل حبي لها أو أن أتجاهل نداء قلبي كلما رأيتها .. نصحني الأصدقاء أن لا أقترب أو حتى أفكر بها سرا فأنا من عائلة عريقة ومن أصل طيب ولي مستقبل مضمون أما هي فكانت من أسرة محدودة تعمل أمها عاملة نظافة في أحد المولات؛ وطردت أكثر من محل عمل بتهمة السرقة؛ وتوفى والدها في أحد مصحات الإدمان؛ وهي الإبنة الوحيدة بعد أن توفت شقيقتها الكبرى لأسباب غير معروفة؛ ويذاع بين الناس أنها منتحرة .. أخذت الشفقة تلاعبني؛ حتى تحولت إلى ع