لست خبيرة ترتيب؛ ولا مدربة حياة؛ ولا مرشدة نفسية وروحانية؛ أنا جميعهم!
دون عقد نية أو تدريب أو إلتزام بورش إعداد؛ لأنني تركت نفسي للحياة تفعل بي ما تشاء؛ مضغتني وبلعتني بشربة ماء؛ فدفعتني في معدتها المظلمة؛ ثم ضربت بكفها الباطش ضربتين على بطنها لتعلن إنتصارها علي؛ ضربة على قلبي؛ والأخرى على رأسي؛ أنا يا أصدقائي لازالت هناك؛ في جوفها عالقة!
في ذلك المكان العتمة؛ البقاء فيه مرهق؛ والخروج منه أشد إرهاقا!
لكنني رغم إرهاقي هذا؛ أخرج لها لساني لأخبرها أنني أستقبل ضرباتها بسخرية؛ لا أتعمد العناد أو الندية؛ أنا معجونة به!
بالأمس اشتهيت أكل الجاتوه؛ ذهبت لإحدى محلات الحلويات الشرقية؛ وقفت أمام المبرد أنظر لقطع الجاتوه وهي تدور ببطء بداخله؛ كأنها بالرينا ..
جاءني أحدهم؛ كان رجلا بساما؛ يبدو لطيفا وطيب القلب؛ يفقه صنع الحلوى والكلمات ..
-أؤمريني يافندم.
ثم نظر لي وقال: انتي شكلك زعلانة؛ سبيني اختار لك؛ ثم فتح المبرد وأخذ يختار وعيونه لامعة ومبتسمة ..
أظنه كان سعيدا لسببين؛ لأنه يعمل ما يحب وبشغف؛ وأيضا يساعد بشغف!
اختار لي أربع قطع؛ كل الأشياء الدافئة تتكون من أربع قطع؛ أربع أجزاء؛ أربع أفراد؛ أربع جدران ..
لي مع رقم أربعة قصة بديعة فصولها أيضا أربع ..
شتاء رائع؛ خريف ممتع؛ ربيع مسلي؛ صيف مشرق ..
أخذت علبة الجاتوه وتوجهت لبيتي؛ وطوال طريقي أفكر؛ أنا أفكر دائما؛ أصبحت ممارسة لا إرادية؛ كان التفكير يرهقني؛ الآن يؤنسني!
اممم السؤال الذي كان يلح على رأسي
من أين عرف أنني حزينة إذ كنت لم أنطق بدمعة؛ على كل حال؛ سأتناول قطعة الجاتوه الحلوة؛ لأكافئ نفسي؛ ثم أخرج للحياة لساني ..
١٩ سبتمپر ٢٠٢٢
هُنا القاهرة
تعليقات