كنت أستعد لإستقبال أحدهم في المنزل من أجل أن يتم التعارف بينه وبين أفراد أسرتي ليتم الارتباط به؛ ذلك حدث منذ حوالي ٧ سنوات ..
شخص يبدو خلوقا؛ جادا؛ يود لو يطبق العالم كله بكف يده من أجلي ثم يهديني الشمس والقمر والنجوم والبساتين الغناء ..
كنت أثق بمحبته؛ فكل شيء فيه يصرخ بالحب والتفاني لكن شيء في صدري يقول تمهلي ..
قررت بأن أصلي إستخارة كانت ليلة عرفات رأيتني في الحلم أقوم بالطواف حول الكعبة ثم آتى صوت من بعيد يحدثني في أذني بأن أنتظر ولا أرتبط به لأنه "كاذب"
إنتظرته حتى يأتي في المساء؛ آتى وهو سعيدا؛ لا أدري إن كانت قدماه التي حملته إلي أم إشتياقه ..
سألته ما الذي لا أعرفه عنك؛ لم يصيبني لحظة شك واحدة أنها أحلام من الشيطان أو شكوك نفسي التي أصابها الشك في كل شيء؛ إلا رسائل السماء ..
ودون سابق إنذار طلبت منه أن يخرج كل ما في جيبه وحقيبة يده وبأن يعطيني هاتفه ..
أصابته الدهشة؛ حتى أنا فوجئت بجرأتي ..
لكنه إستجاب؛ وأخرج كل ما طلبت؛ وبحثت بهدوء عن ما أشك فيه حتى تأكدت من صحة رؤياي ..
ثم حدثته بلطف، بأن ينصرف عن حياتي بهدوء؛ وقلت له أنت الآن ضيف داري وعلي حسن إستقبالك؛ لكن أبدا ومستحيلا أن أكون صاحبة دارك!
لن تشفع له دموعه
أو حديثه الباك
أو محبته ..
لن تشفع له وعوده بأن لا يكررها؛ لأنه لن يشفع لي ربي في المرة الثانية!
خرج من البيت؛ وجلست أروي لعمي ما حدث؛ أجابني بأنه سعيد ومطمئن علي؛ قال أنني انسانة ذكية وقوية؛ عمي لا يعرف أنني أحب الله جدا وهذه قوتي الوحيدة ..
خرج عمي بالتالي
وضعت وجهي بين كفوفي وجلست أبك ..
في عرفات الذي يليه
أرسلت رسالة لأكثر شخص ظلمني في حياتي؛ بأنني غفرت وأنني أتمنى له حياة طيبة وقلت له "وداعا في الدنيا ووداعا في الآخرة" لن نقف متقابلين أمام الله؛ أنت حر تماما من ذنبي؛ عش في سلام ..
أرسلتها لأتحرر ولأكف عن إنتظار الأسف؛ ولأبدأ من جديد ..
يبدأ أحدهم من جديد في يوم رأس السنة والآخر يوم ميلاده والآخر في اليوم الذي كسر فيه قلبه بلا رحمة؛ اما أنا فأبدأ من عرفات لأنها ليلة "تعرفني" بكل شيء ..
بورسعيد | ٢٧ يونيو ٢٠٢٠
تعليقات