أقول لأمي: الله يعلم أكثر من الجميع أنني القلق بعينه.
لن أطيق التوجس من فيروس اسمه الكورونا، ولن أجيد ممارسة طقوس الحذر طوال الوقت، لذا أهداني شيئاً بسيطا لألزم فراشي طوال اليوم، ولأسكن عالمي الآمن كالعادة رغم الألم، والمنفصل عن عالمكم المتوتر رغم البهجة أحياناً ..
أعيش حالة تبدو من ظاهرها قاسية، لكن بين طياتها الكثير من الرحمات ..
المرض ملهم أحياناً؛ ويجعلك تبحث عن أسباب للحياة طوال اليوم.
أنا لست حزينة على ما أصابني، أنا حزينة على كم الكتب التي لم أقروؤها، وكم الصلوات التي أهملتها طمعا في رحمة الله، وكم اللقاءات اللي آجلتها ظنا في أن غداً لناظره قريب، وكم الرسائل التي مزقتها بعد أن كتبتها بصدق حرصاً على كرامتي ..
الآن أنا في المنتصف بين الحياة والموت ..
أقف على حافة باردة، خلفيتها ضبابية، أنظر هناك ثم أعود بناظري إلى هنا ..
الحياة قاسية، والناس أكثر قسوة، والله الناس أشد قسوة ..
والله ما آلمني إلا من آمنتهم على نفسي، وأكثر من تمنيت لهم الخير، سعوا لهلاكي بكل صدق ..
الحياة ليست عادلة يا أصدقاء ..
بورسعيد | ٢٧ مارس ٢٠٢٠
تعليقات