كان يوم ميلاد جديد لروحي؛ كنت أنا الوالدة والمولودة؛ الوالدة التي حملت على مدار شهور ثقال؛ أحزانا لا تليق بقلب مثل قلبي؛ لكن الله أراد شيئا جليلا؛ والأشياء الجليلة لن تصنعها إلا الأحزان العظيمة ..
وأنا كان حزني عظيما؛ لم تتحمله عظامي؛ ولا قلبي؛ ولا رأسي؛ فأتفق أعضاء جسدي على عقد جلسة بكاء؛ ولتخرج دموعي من أكثر عضوا لم يكف يوما عن ممارسة النحيب - فخرجت دموعي من رأسي!
وخرجت أحزاني معها وأفكاري القاسية؛ وتحررت وولدت من جديد ..
كان مخاضا مؤلما؛ لم يخرج جنيني من بين ساقاي كعادة حواء؛ خرج من قلبي ..
قلبي الحر كل يوم يلد فكرة جديدة، تصلح أن تعيش أعواما وأعواما، عندما تصححت المفاهيم والأفكار شفيت من الألم.
عندما أدركت معنى الحياة وقيمتها؛ ووهبت قلبي لله تحررت - وتنعمت - ووقعت في حب نفسي والعالم والاقدار كل يوم.
عندما جعلت الإمتنان خلق، وطبع، وعقيدة؛ والبحث عن السلام غاية؛ وممارسة الترك برضا، والتمسك لأهداف سماوية، ونظرت للأرض نظرة شكر على رحابتها واتساعها وحسن استقبالها لنا، وصبرها ع أنانية الإنسان؛ رأيت تجليات الله
عندما صاحبت الله، وأحسنت السمع لرسائله الحنونة التي تأتي على لسان الطيبون، تحررت ..
عندما أدركت الفرق بين الحب والمحبة؛ التعلق والتعود؛ تحررت ..
عندما اخترت الصيام عن الكلام في أكثر الأوقات حاجة للكلام تحررت ..
عندما أدركت أننا جميعا سببا لأمورا مؤقتة؛ تحررت ..
وعندما أدركت سبب وجودي هنا شعرت بالفخر ..
وعندما أدركت جمال الحياة وجمال الموت؛ أصبحت لا أخشى شيئا فكل الأشياء صنعتها يد الله الرحيمة.
بورسعيد | ٢٨ فبراير ٢٠٢٢
تعليقات