-١-
ثُم سقطثُ، ثُم تهشمَ كياني، ثُم بكيتُ حتى إحترق قلبي، ثُم وقفتُ مُنتصبة الظهر ونظفتُ ما علق بي مِنك، ثم ابتسمتُ ومضيتُ قدماً؛ وكأن شيئاً لمّ يكُن ..
ماذا عنك؟!
- ٣ -
أقسى الفراق؛ الفراق الإضطراري.
أن يجبرك أحدهم بأن تتركه وترحل عن أرضه؛ فيقص كل أصابعك التي تضمه.
يلفظك من حياته بقسوه؛ فتسقط في بئر الفراق؛ تاركا لك الغرق والألم والحيرة ..
أعشق الورق وهو أيضا، كلانا يعلم مدى إحتياج الأخر، أنا أحتاج براحه وصبره، وهو يستقبل فوضى روحي بلا ملل.
- ٥ -
كلما كبرنا، كلما زاد تعلقنا بالأشياء وزهدنا الأشخاص، تصير اللهفة على الأماكن، البلدان، الطاولات الفارغة من أحاديث التملق، وكلمات الحب المؤقتة، يصبح الملاذ مع كل ما هو جمادا، لكنه يبوح بالجمال والسحر الأبدي ..
- ٦ -
في خيالي؛ أنا لست كاتبة أو رسامة أو أعمل بوزارة لا تليق بي.
أنا نادلة بمقهى في منطقة بعيدة؛ أصنع قهوة بمقاديري الخاصة؛ وأقدم معها شطائر من قلبي محشوه بالحب ..
- ٧ -
تملك العيون فصاحة البوح أكثر من اللسان، لذا اتبع حدسك، إذا أخبرك خيرا؛ فهو خير ..
وإذا أخبرك شرا؛ فهو كذلك، ولو أغرقك أحدهم من القول أطيبه، فلا يخدعنك الكلام وسجعه، ف للحديث حلاوة تذوب عند أول خلاف، ويبقى في القلب الأثر ..
- ٨ -
كان يملك مهارة اللعب بالبيضة والحجر وآيات القرآن؛ العالم في عيونه ملعب واسع هو سيده؛ والعالمين يتحولون لقطعة شطرنج حقيرة في يده؛ يستطيع أن يرفع من قدر من يحلو له؛ ويهبط من شأن من لا يروق له ..
الخيوط كلها نسجت بيده؛ وانتهت عند قبضتيه؛ لا تأخذه الرآفه ولا الرقه ولا الحنين ولا آنين ضمير؛ هو إن أراد فعل وعلى الجميع السمع والطاعة ..
ترتوي عيناه كلما رأى دماءا تسري؛ ينتشي قلبه ثم يضحك إن أفزع أحدهم؛ يضرب بلسانه؛ ويقتل بنظراته؛ ثم يلف ضحيته في كفن أسود!
يمارس لعبة غسيل المخ بمساحيق قذرة؛ ثم يقبض قلب فريسته ويعصره ويلق به تحت أقدام الكلاب بعد أن تأكد أنه لن يصلح لأحد بعده.
- ٩ -
كان يلعب بعقلي كالكره، وكنت أصدق، كان يعصر قلبي بيديه، دون النظر لما ينزف من بين أصابعه، كان يقتلني رويدا رويدا، كنت كالسمكة في المقلاه الموضوعه على نار حامية، كلما نضج جنبا، قلبها إلى جنبها الآخر حتى تحترق ..
لا أعرف كيف تحولت إلى فراشة، وكيف دبت الحياة في قلبي من جديد بعد أن أصبح رميما - لا أعرف بالضبط ..
لكن أذكر أنني في ليلة باردة دون أن يشعر بي أحد، سألت الله، كيف يكون قلبي بين أصابعك وتتركه وحده في هذا الظلام، إن كنت تنتظر مني أن أجاهد، فأنا أنتظر منك أن تحررني ..
بعد ليال قصيرة، حملني الله على جناح الرحمة من قاع أحزاني، ورفعني عاليا، وأصبحت فراشة ..
تعليقات