أعود من سفر طويل وشاق، جسدي يشعر بالثقل، ورأسي يؤلمني، ولكني أحتاج أن أكتب لك، لأخبرك كيف كانت رحلتي، عادتي التي عودتني عليها، ورغم أنها محببة لروحي وتجعل يومي افضل، وتجعلني انتصر على الوحدة بالكثير من الونس الذي أشعر به لمجرد الكتابة لك
تقول لي أن أروي لك كل شيء، مهما كان الأمر طفوليا بالنسبة لك.
تعاملني بطريقة الآباء، أن أعود لك لأخبرك فعلت كذا وكذا وقابلت فلانا وفلانا، تسألني أكثر، تارة توبخني وتارة تبتسم دون تتكلم عندما أحسن التصرف.
لكني لم أخبرك يوما أنني أريدك لي عاشقا، وليس أبا، يكتب لي الرسائل ولا ينتظر مني الرد، يهديني الموسيقى والورود، ويراقصني وأنا حافية القدمين، ولا يخشى البرد ولا همسات المارة.
أن تسهر بصحبتي حتى الصباح لنرسل معا للشمس قبلة، أن تغفو بين ذراعي ك طفلا وديعا، وأن تركض معي في الحدائق العامة ونترك أثر العشق والشغب في كل مكان ..
أن تترك الحيثيات والمنطق، وتعاملني بجنون، الحب لا يعرف المنطق، العشق لا يخضع للقانون، وأنت ولعا بالقانون، وأنا لا أخضع إلا للحب ..
تكتب لي رسالة إلكترونية تخبرني فيها أنني أحدثت فوضى في رأسك في مكتبك في سيارتك في قلبك في فراشك وأنك تنادي الناس الآن باسمي وأنك اقتربت للجنون.
أجيبك بأن العشق فوضى لذيذة، حياة بها روح تتنفس، خالية من الرتابة والملل، تهب قلبك حديقة وعقلك جنة، تجعلنا نتحمل سخافات القدر أحيانا، تجعلنا راضيين، نحب العالم ونرضى عنه، نشعر بسلام غير مبرر للآخرين، لكنه "العشق" الفوضى التي حدثت في قلبك ..
تجيبني أحبك لكن ..
توقفت عن قراءة رسالتك عند كلمة لكن ..
الحب يا عزيزي لا تجتمع معه كلمة لكن، تقول: من منا الآن يفرض قوانينه على الآخر!
أجيبك: تلك قواعد الحب التي إذا خلت منه، تحول الحب إلى عبث.
تقول: تعلمت الكثير مني، وتكرهي أن أعاملك ك أب.
أقول: الأب لا يعلم، الأب يحمي ويقوم، وأنا لا أريدك أن تحميني وأيضا لا تلقي بي في الهاوية، ولا تقومني ولا تتركني وشأني، أنا أريد أن أحبك حتى ينتهي الحب، وينتهي العالم، وتنتطفيء الكواكب ..
وأريدك أن تحبني بطريقة تشبهني، مثل مثلاً أن تنتهي من قراءة الرسالة وتأتيني لنحل هذا الخلاف، فالمشكلة لا تحتمل الصبر ولا أنا أيضاً.
٥ ڤبراير ٢٠١٩ | بورسعيد
تعليقات