في هذه الصورة سرا لا أعلمه، عندما رأيتها أول مرة غرقت في سوادها، أعاود النظر إليها بعد قليل، ربما كنت بمزاج غير جيد، فأنا متقلبة المزاج، وربما تبكيني صورة ..
يعود قلقي وفضولي مع أول نظرة لها، أبحث عن سرها، ربما يسكن في قلب هذا الرجل، الذي صعب علي الأمر، هل هو شاب، أم عجوز، حزين أم سعيد، هل ينتشي من فرط جمال لحنه، أم يبك ويشهق، فيخرج بكاؤه لحنا شجيا.
أنظر لتجاعيد يده، وعروقه البارزة، أرى أصابعه حزينة، متعبة، تتنقل بكسل، والناي صديق القلوب الحزينة يصبر دون ضجر، هو دائما لسانا ينطق بدلا عن من أعياه الحزن.
ربما يسكن تحت قبعته، ولا يريد أن يمسك به أحد، لكن بعد انتهاء عزفه، سيرفعها كتحيه لمن أنصت له دون ملل، وسيهديه سره.
أو ربما يرتدي سره هذا تحت معطفه، ليدثر به قلبه الحزين، أنا أشعر بحزنه، قلبه كسير، يرفض الحديث، هو يعلم أنه لن يفهمه أحد، يثقله البوح، مثل ما أثقله الألم ..
لو كان ناظرا لي، حتما كنت علمت ما في قلبه، لكنه يبدو رجلا شرقيا، يرفض الإفصاح عن الآلامه، يخبئها تحت جلده، حتى يتعرقها عزفا ..
بورسعيد | ديسمپر ٢٠١٩
تعليقات