التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عزيزي ١

 عزيزي ..

أعيد كتابة رسالتي هذه بعد أن مزقتها عدة مرات، تظن أنني مترددة، والحقيقة أنني لم أكن يوما مترددة إلا عندما أحببتك!


الحب يجعلنا خائفون؛ خائفون أن نقدم بقوة فنخسر؛ أو نتدلل فتضيع كل فرص اللقاء!


وأنا في حبك مترددة؛ خائفة؛ كمراهقة تود رؤياك عند كل صباح لكنها تخشى المارة، وتخشى لوم الأصدقاء، وتخشى أن تضمن بقائها!


يقول البعض أن البدايات يصنعها الرجال، والبعض الآخر يؤمن بأن من يحب بلا تردد؛ بلا شروط؛ بلا قيود؛ بلا منطق؛ يبدأ أولا ..


لا أنتظر أن تبدأ أولا؛ ولا تنتظر مني أن أبدأ؛ أريد أن تظل البدايات كثيرًا، أن تربكني نظراتك؛ وأن يؤرقك غيابي المفاجيء؛ أن تقتلنا الغيرة حينما تقترب منا شرارته؛ وتدعي أنت أنها غيرة رجل شرقي على امرأة وحيدة؛ وأدعي أنا أنني "لا يعجبني الحال المايل" ..


وأنا وقلبي نميل لك كل الميل؛ ولكنني شرقية تحب وتميل وترغب وتغار في صمت.


أنظر لنفسي في المرآه؛ أرى ملامح وجه امرأة مشتاقة؛ أمسح على رأسي كعادتي وكأني أطمئن نفسي؛ بأن الإشتياق لن يدوم؛ وأن اللقاء بيني وبينك قريب؛ وسيجمعنا طريق؛ ويشغل فراغ أصابع يدي أصابعك؛ وأن كل رسائلي المكتوبة؛ ستقرأها يوما ما ..


وربما أقرأها عليك وأنت تبتسم؛ وعلى وجهي يتدرج اللون الوردي؛ وفي عيوني لمعة ..


بالأمس كان البرد في كل ركن من غرفتي؛ وقلبي يرتعش؛ ارتديت بيجامتي الكريزية؛ وأشعلت نيران مدفئتي؛ وجلست بجوارها؛ وضعت الحطب بهدوء؛ لتأكله النيران؛ وكان قلبي لازال يرتعش؛ أطرافي متجمدة؛ أرتديت قفازاتي وأنا أفكر بك؛ ماذا يفعل البرد بك؟ وهل يأكل قلبك مثلي؟ 


طوقت رقبتي بالوشاح الصوفي الذي اهدتني إياه في الشتاء الماضي؛ وابتسمت؛ وأنا لازلت أفكر بك؛ ماذا يفعل بك البرد الأن؟ وهل يأكل قلبك مثلي؟ 

عزيزي ..

عندما تقرأ كلمة عزيزي ..

إعلم أنني غاضبة ومشتاقة؛ فافرغ من قراءة رسالتي وتعال؛ تعال ربما تشاركني مشروب الشوكلاته الساخنة؛ وتتحول أنفاسك إلى حطب يشعل الدفء في حجرتي وفي قلبي.


بورسعيد | ديسمپر ٢٠٢١ 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حديث ذات ٤٦

الوقت، له أفاعيل عجيبة يرفع ويخفض مقامات الناس في قلبك، ثم يرفع قيمتك على الجميع عندما تدرك قيمة نفسك وتثقلها بما يليق بها. يمكنه أن يساعدك على النسيان، وعلى التشافي، وعلى بناء نفسك من جديد، يمكنه أن يساعدك أن تخرج من الدوائر السامة لكن بهدوء، الوقت كالرجل الأنيق كلاسيكي الطبع يتعامل مع الأمور بترو وحكمة وصبر بالغ، ينظر لك بطرف عيونه وبين شفتيه سيجار، تأكله شظاياه ببطء فتظن أنه ليس مهتما، لكنه الوقت يا صديقي ليس عليه أن يهتم لأمرك، هو يقرص أذنك مرة واحدة ثم بعدها تدرك قيمته. لذا لا تتقبل من أحد معايدة في الصباح الثاني ليوم عيد ميلادك، ولا تتقبل العزاء بعد ثلاث، وليس فرضا عليك بعد مرورك برحلة العناء والتعب ثم التشافي أن تفتح ذراعيك لمن لم يمسح على رأسك وأنت مريضاً! لكن من يهديك جزء من وقته، هو يهديك جزء من عمره، بادله الوقت والعمر والمشاعر، هكذا هي الحياة كؤوس متبادلة ..          بورسعيد | ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤ م

حديث ذات ٤٣

كانت چدتي تجيد الخبز والطبخ والحياكة واضحاك قلبي؛ أما أمي فلها فنون أخرى؛ وحدها تملك تميمة حب وشفاء؛ تمسح بها عن جسدي ما علق به من الآلام!  كلما كبرت اشتقت لرحم أمي؛ وكفوف جدتي؛ وفستاني الوردي وألعابي؛ أظن بنفسي بأنني أستطيع مواكبة العالم؛ لكنني للحق؛ لا أريد تلك الحروب أو ربما لا أملك القدرة من الأساس! أنا في الأساس انسان يميل للحياة السهلة والطقوس اللطيفة؛ لماذا تعاركني الحياة إذن؟ أنا أريد رحم أمي؛ حيث لا يراني أحد؛ يحاوطني ماء الحياة؛ أشارك أمي أنفاسها وطعامها ودقات قلبها؛ ثم أخرج لدار جدتي لتضمني بكفوفها؛ ثم لا أكبر أبداً .. ولا يرحل أحد منا؛ ونظل معا إلى الأبد. بورسعيد | ٢٨ يناير ٢٠٢٤

حديث ذات ٣٧

تسألني سيدة: لماذا تفضلين المكوث ببيتك طوال أيام الأسبوع؛ بينما الخروج لمكان جديد أو السفر؛ أو الترجل في حديقة واسعة؛ أو حتى الجلوس في مقهى بسيط؛ أفضل؛ ووسيلة من وسائل التجديد والتغيير؛ وضخ دماء جديدة لحياتك الراكدة!  أجبت: في بيتي أنا حرة؛ كل الأماكن البعيدة والقريبة رغم جمالها واختلافها هي للجميع؛ الجميع يشارك الجميع لحظاته الخاصة؛ يمكن لأحدهم أن يرمقني بفضول وأنا في لحظة بكاء؛ أو تتودد احداهن لي لمجرد الفضفضة؛ بينما ذاتي في لحظة فضفضة غير مسموعة .. سقف بيتي يغطيني؛ أما في الخارج أنا عارية؛ ولو غطى جسدي كله سواد الغرابيب .. ذات مساء؛ كنت جالسة وحدي في احدى المقاهي الراقية البعيدة؛ خلف شاشة اللاب توب؛ غارقة في كتابة نص عنيد؛ وعيوني ترفض البكاء؛ مرت ساعة وأنا في حالة توسل للحروف أن تتصالح وتتضاجع على سطور الصفحة؛ حتى ضجرت .. نظرت للجرسون أن يقترب؛ لآسد فاتورة ساعة من العمر كانت ثقيلة وجافة؛ شربت على نخبها قهوة مره .. اقترب خطوتين؛ وبصوت خفيض  الأستاذ دفع يا فندم ثم أشار برأسه ليساره  أنظر لأجده شخصا غريبا عني لا أعرفه؛ بخطوات وقورة؛ اقترب مني ومد يده وعرف نفسه .. نظرت ليده الممدودة نحو